لا تنسَ أن تعيش – خطّط للحياة الطيبة

بقلم: ياسمين يوسف

في نهاية كل عام وبداية العام الجديد، تجتاح العالم موجة الرغبة في التخطيط للعام الجديد وينبرى كل شخص في جلسات فكرية يحاول أن يضع خطة للعام الجديد حتى لا يضيع هباءًا بدون تحقيق “انجازات”. فما هي أفضل طريقة للتخطيط للعام الجديد؟ بل ما هي أفضل طريقة للتخطيط للحياة؟ فلنحاول معًا فكّ هذا اللغز الكبير.

التوقعات كبيرة والضغوطات أكبر

من ملاحظة الموضة الشائعة في العقدين الأخيرين مع دخول نتائج دراسات الإدارة والتنمية الذاتية بقوة لحياة الإنسان العادي، أصبح هناك توجّه صارم نحو أهمية وحتمية تخطيط الحياة بشكل جعل من حياة كل شخص مشروعًا يديره. فكل شخص متوقع منه أن يضع مجموعة أهداف لحياته ومجموعة أهداف لكل عام ويقوم بتقسيم هذه الأهداف إلى خطط عمل يومية، وأسبوعية، وشهرية، وسنوية. وبالتالي وبعد أن كانت إدارة المشاريع في الشركات ونطاق العمل فقط بكل ما يصاحبها من ضغط وتوتر، انتقل هذا الضغط وهذا التوتر لحياة كل إنسان فأصبح يسير فيها بلوحة ذهنية ومكتوبة للمتطلبات والمهام التي يتحتم عليه إنهائها.

فتجده يصارع الوقت ويقاتل من أجل الإنجاز بينما المجتمع يلاحقه بلا رحمة ويتوقع منه الكثير ويتوقع منه أهداف كبيرة غير عادية. ويقع هو تحت ضغوط كبيرة، بل ويشكّل هو ضغطًا لكل من لا يريد أن يحيا الحياة بهذه الطريقة. فحتى وإن لم يتحدث صاحب خطة الانجاز الطموحة، هو يُشعر من حوله بأنهم متكاسلون وأنه يفوتهم الكثير. التخطيط للحياة جيد ولكن كيف يمكن أن نقوم به بطريقة لا تمتص الحيوية من الحياة؟

الحاجة للقياس قبل تحديد الهدف

ما أقترحه اليوم، هو أننا قبل أن نبدأ في التخطيط ووضع الأهداف، نحتاج أن نعرف كيف سيتم قياس “نجاحنا”. لماذا؟ لأنك عندما تعرف كيف ستُقاس حياتك، سوف تبني أهدافك بالطريقة التي تضمن لك تقييمًا عاليًا عندما يأتي وقت القياس. مثلاً، مديرك في العمل، يعطيك مجموعة من المعايير التي سيتم قياس أدائك وفقًا لها. فتصبح هذه المعايير، هي أهدافك. فإذا كان من ضمن المعايير أن تلتزم بمواعيد الحضور للدوام، فسيصبح هذا أحد أهدافك.

وفي مثال آخر، عندما يعطي المعلّم للطالب مهمة كتابة تقرير أو مقال، ينبغي أن يعطيه معه الطريقة التي سيقوم بتقييم المقال على أساسها. فمثلاً يخبر المعلّم الطالبَ بأنه سيحصل على تقدير ممتاز إذا نظّم طريقة الكتابة، وعبّر عن الفكرة بتسلسل منطقي، واستشهد بأمثلة وقصص، واستخدم خاتمة قوية. كما يخبره أنه سيحصل على تقييم متوسط، إذا لم يضع أمثلة وقصصًا وكانت خاتمة المقال غير قوية. وهكذا، يعرف الطالب بالتحديد أن أهدافه هي المعايير التي سيتم تقييم عمله على أساسها. الآن، وقبل أن تحدد أهدافك، ما هي المعايير التي سيتم تقييمك على أساسها؟

كيف يحاسبك المجتمع وكيف تحاسب نفسك؟

عندما نقول أن شخصًا ما “ناجح”، ماذا نعني؟ إذا سألتك أنت إذا ما كنت ناجحًا أو لا، ماذا ستقول؟ هل أنت ناجح؟ ولماذا؟ ما هي معايير حكمك على نفسك “بالنجاح”، أو “الفشل”؟ في الواقع، يسير أغلب الناس وفقًا لما حدده لهم المجتمع من معايير.

عندما نقول أن شخصًا ما “ناجح”، فإننا في الغالب ما نشير إلى أنه حاصل على شهادات “عليا” في مجالات “هامة”، ومن جامعات “مرموقة”. أو أنه لديه وظيفة “هامة” ومنصبه فيها “كبير”. أو أن لديه الكثير من المال، ولديه مسكن خاص وسيارة فارهة. أو قد نعني أنه “مشهور” ولديه العديد من المتابعين وتتسابق القنوات الإعلامية على الفوز بلقائه.

وبالتالي، أصبحت كل هذه “الانجازات” هي أهدافك. أصبحت تخطط للشهادة، والشهادات العليا، والوظيفة المرموقة، والسلطة، واكتساب المال لتوفّر كل “الحاجات” التي يتوقعها منك المجتمع ويقيّم حياتك على أساسها. بل ربما لا تتوقف أصلاً لتسأل نفسك هل تريد هذه الأشياء أو لا أو للتساءل ما الذي تود فعله تحقيقه في حياتك ووقتك على هذا الكوكب! ولماذ تفكر؟! كل شيء مُعد مسبقًا لك بالفعل وكل من حولك جاهز بقائمة للتوقعات مطلوبة منك! وعليك فقط التنفيذ!

اللافت للنظر أن المجتمع نفسه لم يكن دومًا هكذا. فقبل أن يقوم “ستيفين كوفي” بتطوير برنامج “العادات السبع للشخصيات الأكثر فاعلية”، درس التاريخ الإنساني في المائتين سنة السابقتين. ووجد أن العالم في المائة وخمسين سنة الأولى، كان يحترم ويُعلي من شأن المفكرين، وأصحاب المساهمات المجتمعية، والمخترعين، والأدباء. وبعدها وفي الخمسين سنة اللاحقة والسابقة لتطوير البرنامج، حدث انحراف في اتجاه العالم وأصبح التقدير لمن يملك المال، والسلطة، والقوة، والشهرة. فكيف أثّر كل هذا عليك أنت؟

تخطيطك للتعاسة

أدى هذا ببساطة إلى أن كل منا أصبح لعبة في يد المجتمع. يتغير المجتمع، فتتغير طريقة القياس، فتتغير طريقة تحديدك لأهدافك. المحصّلة أن أشخاص آخرين يحددون لك أهدافك. فعندما تُولد وتبدأ في الوعي بالحياة، تجد من يزج بك في نظام تعليمي لم يُصمم لتعليمك الحياة ولا لضمان “سعادتك”، ولا لتعليمك بناء علاقات قوية، ولا لإرشادك لسبل السلام النفسي.

ثم يخبروك أنك عليك التفوق فيه ويحيلون حياتك إلى جحيم لكي تجتاز مرحلة تلو الأخرى “بتفوق”. ثم يخبروك أنه عليك أن تدخل جامعة “مرموقة” في أحد التخصصات “المرموقة” التي في الغالب يضعون لك قائمة بها. ثم يراقبونك عن قرب حتى تتخرج “بتفوق” أيضًا ثم ييبلغوك بالتوقعات العالية منك للوظيفة، والمال، وتكوين الأسرة. يعني هذا، في الغالب، أنك لا تختار أي شيء، بل تتسلم قائمة أهدافك ممن حولك عندما تُولد وتبدأ في السعي نحوها بجد ولكنك تتفاجأ بأنك بعد أن تحقق كل منها، قد لا تشعر بالرضا عن حياتك وقد تشعر بالتعاسة. والكارثة أنك قد تحدد أهدافك بنفسك ولكن بنفس معايير المجتمع ومتأثرًا بنفس معاييره فيعتقد أنها أهدافه هو ولكنها في الواقع مفروضة عليه من المجتمع أيضًا بكل أسف. 

وقد يلتقطك المثقفون ويضيفون المزيد لقائمة أهدافك. فتجد أن عليك ضغطًا كبيرًا لتحقيق كل ما يريده منك المجتمع، وقراءة عدد معين من الكتب في العام، وحضورك لعدد معين من الدورات التدريبية أيضًا وغيرها من الأهداف التي تجد نفسك تلهث لتحقيقها وفي الغالب تنسى أن تعيش وتستمتع بكل لحظة في حياتك في خضم كل هذه الضغوط والتوقعات.

النتائج كارثية

النتائج لكل هذا الجنون كارثية. إليك بعض هذه النتائج:

  • تصبح الشهادة هي الهدف وليس التعلّم. فتجد من يغش ليحصل عليها. وتجد من يحشو رأسه بالمعلومات فقط لينجح. وتجد من يمزق الكتب بعد التخرج ويقسم ألا يفتح كتابًا مرة أخرى بعد أن خرج وتحرر من هذا “المعتقل”.
  • تصبح الوظيفة هي الهدف وليس إضافة القيمة أو المعنى أو مساعدة الآخرين أو تطوير فكرة جديدة وغيرها من الأهداف المتوافقة مع الصحة النفسية.
  • تلهث وراء سراب “الانجاز” طوال حياتك وتحقق هدفًا وراء هدف وتضع بجانبه إشارة الانجاز بدون أن تشعر بسعادة حقيقية أو انجاز حقيقي.
  • ترهق نفسك بتحقيق أهداف لم تكن أصلاً من اختيارك ولم تكن أهدافك الحقيقية وبالتالي تقضي حياتك تحقق أهدافًا قد أُمليت عليك.
  • تحكم على نفسك وعلى الآخرين وفق معايير ظالمة متصنعة فتُعلي من لا يستحق العلو وتزدري من لا تنطبق عليه تلك المعايير الظالمة. وبالتالي تُبنى العلاقات على أسس واهية سطحية وتتوتر.
  • تصبح الحياة محدودة بعدد محدود من الوظائف “الراقية” والتخصصات “المقبولة”، وتصبح هناك صورة نمطية للانجاز والنجاح
  • يصبح التركيز على النتائج وليس الجهد. فلا ينظر أحد لساعات الدراسة التي قضيتها ولا الجهد المبذول، بل لا يهتم المجتمع بكل ذلك إذا لم تحقق علامات جيدة في الاختبار. ومديرك لن ينظر لكم العمل الذي قمت به ولا لعدد اللقاءات التي أجريتها ولا المكالمات الهاتفية التي قمت بها. بل لا يعني له كل هذا شيئًا إذا لم تحقق هدف المبيعات المطلوب.
  • يعتمد “النجاح على العوامل الخارجية” وتتدخل في تحقيقه من عدمه ظروف ليس لك يد فيها
  • يتأخر الشعور بالإنجاز لبعد تحقيق الهدف. فتصبح سنوات الجامعة مثلاً معاناة ولا تشعر بالسعادة ولا الانجاز إلا بعد الحصول على الشهادة.
  • لا يصبح هناك معنى حقيقي لحياتك ولا قيمة حقيقية.
  • كنتيجة لكل ذلك، تسود التعاسة الإنسانية وتنتشر الأمراض النفسية وكل ما يتبعها من نتائج كارثية على الشخص والمجتمع.

كيف نخرج من هذا الجحيم ومن تلك الحلقة المفرغة؟

الحاجة إلى طريقة واعية لتخطيط الحياة

ما نحتاجه إذًا هو طريقة واعية لقياس الحياة نستطيع أن نفهم من خلالها كيف نبني حياة طيبة نستمتع فيها بالحياة من جهة، ولا تضيع فيها أعمارنا هباءًا من ناحية أخرى ونستطيع من خلالها تحديد أهداف متوازنة للحياة.

ولنفعل ذلك، أقترح أن نعتمد على مصدرين. الأول (ليس في الأهمية) هو العلوم الإنسانية. والثاني (وهو الأهم) هو الإيمان بالله ﷻ وبطريقة حسابه لنا. والعلوم الإنسانية تأتي أولاً لأنها محاولة إنسانية تشرح لنا بالتفصيل كيف أن ما أمرنا الله ﷻ به، هو ضرورة صحية قبل أن تكون ضرورة إيمانية. كما أن استعراض نماذج العلوم الإنسانية، يجعلنا ندرك أن الإيمان يسد موطنًا هامًا من مواطن القصور في نماذج العلوم الإنسانية.

العلوم الإنسانية – ما الذي يسعد الإنسان؟

هناك محاولات عدة لتفسير الحاجات الإنسانية ولتوضيح كيف تكون الحياة متكاملة. سنعرض هنا نموذجين. أحدهما عليه بعض المآخذ والثاني يقدّم تصورًا أكثر فعالية. 

الأول هو هرم “ماسلو”، والثاني هو نموذج PERMA لمارتن ساليجمان.

هرم “ماسلو” للاحتياجات الإنسانية

في هذه الهرم، يقترح “ماسلو” تسلسلاً هرميا للحاجات الإنسانية، يبدأ من الحاجات الفسيولوجية، ثم الحاجة للأمان، ثم الحاجة للانتماء الاجتماعي والعلاقات، ثم الحاجة إلى تقدير الذات، وتحقيق الذات. ويُعد هرم “ماسلو” محاولة جيدة لفهم الحاجات الإنسانية، ولكن يعتريه بعض القصور للأسباب التالية:

  • الهرم يركز على الحاجة الفردية بدون تنويه عما إذا كان هناك أهمية لوجود دور مجتمعي للفرد. الهرم يفسر حاجات الفرد بشكل شخصي ولا يأخذ في الاعتبار دور أكبر للفرد يسهم في صحته النفسية وتحقيق حياته الطيبة. 
  • شكل الهرم نفسه يمثّل مشكلة لأنه يقترح تسلسلاً مُلزمًا للحاجات الإنسانية وأوزانًا ثابتة لها ويوحي بأن الإنسان مثلاً الأهم له والأكثر أساسية هو الحاجات الفسيولوجية ثم تأتي بعدها الحاجة لتقدير الذات مثلاً. هذا المُقترح، لا يضع في الاعتبار فردية ترتيب الحاجات الإنسانية واختلاف الأولوية والترتيب من شخص لآخر. هذا النموذج لا يفسّر مثلاً انتحار البوعزيزي مفجّر الثورة التونسية، رحمة الله عليه حيث كانت كرامته أهم عنده في لحظةٍ ما من سلامته الفسيولوجية الجسدية!
  • الهرم لا يفسر سلوك انتحار المشاهير الذين يمتلكون الحاجات الفسيولوجية، والأمان، وتتهافت الناس لبناء علاقات معهم، وتمتليء خزائنهم بالجوائز والتكريمات. إذا كانت العناصر التي يقترحها الهرم هي كل ما يهتم به الإنسان، ما الذي يجعل شخص يمتلكها جميعًا يُصاب بالاكتئاب أو يفكر في الانتحار؟
  • الهرم لا يفسر أيضًا كيف يمكن لشخص يمتلك أقل القليل في الحياة أن يكون أكثر رضًا عن الحياة مقارنة بمن يملك الكثير من العناصر التي يقدّمها هرم “ماسلو”؟
  • تصبح كل المعايير نسبية في هرم “ماسلو”. ليس هناك تصور واضح عن معايير تقدير الذات أو تحقيق الذات أو النجاح الاجتماعي والانتماء الاجتماعي الصحي.

وبالتالي، فمن يبني حياته وأهدافه على أساس هرم “ماسلو” سيكون هناك ثغرات في أهدافه. كما أن البعض يركز على مستويات بعينها من الهرم ويغفل تكامل العناصر فتصبح حياته ناقصة، كأن ينغمس المرء في ملذات المستوى الفسيولوجي الأول من الهرم. أو أن ينشغل بمستوى الأمان وتوفير المال والمأوى وتحسين المأوى والحاجات المادية. أو قد ينشغل تمامًا بالعلاقات ويقضي حياته في الاجتماعيات والتواصل مع الأقران والاستماع بالوقت معهم. أو قد ينغمس في الإنتاج الفكري وتحقيق الذات وينسى حظه من الدنيا، فيفوته الكثير من العناصر التي يحتاجها في حياته. أين نجد مُقترحًا أفضل للحاجات الإنسانية؟

نموذج PERMA للعالم “مارتن ساليجمان”

الإجابة، وجدت بعضها في نموذج PERMA للعالم “مارتن ساليجمان” مؤسس علم النفس الإيجابي. يقترح “ساليجمان” أن الإنسان تنتعش حياته على أساس خمسة محاور وعناصر أساسية وهي:

  • المشاعر الإيجابية وهي أقرب إلى الرضا وليس “السعادة”.
  • الاستغراق ويعني اندماجك في مهام تتحدى فيك مهاراتك وقدراتك الطبيعية وتجعلك تنغمس فيها بدون الشعور بالوقت. وكلما وضعت نفسك في مجالات دراسة، وعمل، وهوايات، تتحدى مهارات الطبيعية وتعيش الاستغراق، كلما زادت “جودة حياتك”.
  • العلاقات الطيبة الإيجابية والانتماء الاجتماعي الصحي
  • المعنى والهدف والرسالة – كلما كان لديك شعور بمعنى ما تفعله، كلما استمتعت بالحياة
  • الانجاز – كلما شعرت بالانجاز في حياتك، كلما زاد شعورك بجودتها واستمتعت بها

وهكذا قدّم نموذج PERMA مُقترحًا أكثر فعالية للحياة مقارنة بهرم “ماسلو” للاحتياجات الإنسانية. فإضافة “المعنى” على سبيل المثال تفسّر كيف يمكن لشخص مشهور وثري أن ينتحر إذا ما لم يجد “معنى” لحياته. كما أن اعتماد النموذج على دوائر متداخلة تؤدي إلى بعضها البعض، يحترم فردية الأولويات واختلافها من شخص لآخر ويعطي مرونة للنموذج.

ولكن “الانجاز” و”المعنى”، ومعايير الانتماء الاجتماعي الصحي كلها تبقى “نسبية”. فليس هناك معايير واضحة للانجاز. فهل عندما يفوز مقطع مرئي تافه بملايين المشاهدات، هل يُعد هذا انجازًا حقيقيًا مثلاً؟

تجعلنا هذه التساؤلات نعود إلى الخالق سبحانه لنستكشف ما الذي أخبرنا به فيما يتعلق بتحقيق الحياة الطيبة well-being وبطريقة قياس حياتنا بشكل فعّال.

كيف سيحاسبك الله ﷻ؟

الآن يمكنك أن تسترخي وتُهدّيء من روع قلبك المضطرب بين أضلاعك. الآن دخلت مساحة العدل والتوازن والسلام بسم الله السلام. الله ﷻ سيحاسبنا وفق منظومة مختلفة أكثر معقولية وأكثر توازنًا وتوافقًا مع صحتنا النفسية وتختلف تمامًا عن المنظومة المُهلكة التي ندور فيها ونلهث بلا مخرج.

  • الله ﷻ سيحاسبك على الجهد والسعي وليس النتيجة لقوله تعالى: ” وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ. ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ. وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ” (النجم: 39-42). فعليك أن تسعى وتجتهد وتستمتع بالرحلة بغض النظر عن النتائج. وعليك أن تبني أهدافك حول السعي وليس النتيجة. مثلاً، “هدفي هو أن أتعلم بسم الله العليم، لا أن أحصل على شهادة”. “هدفي أن أدعم الحق بسم الله الحق، لا أن اغيّر النظام السياسي في بلدٍ ما”.
  • الله ﷻ سيحاسبك بمثقال الذرّة وعلى الصغير والكبيرة لقوله تعالى: “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا” (الكهف:49). وبالتالي، أهدافك يجب أن تكون مبنية حول كل صغيرة وكبيرة في حياتك، وليس فقط الانجازات “العظيمة والكبيرة” في حياتك.
  • الله ﷻ سيحاسبك على القول لقوله تعالى: “مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ” (ق:18). فيجب أن يكون من أهدافك أن يتسق قولك مع القيم المستوحاة من أسماء الله الحسنى كالحيي والستير والحق والرحيم وغيرها من القيم الرفيعة الراقية.
  • الله ﷻ يحاسبنا على الإيمان والعمل الصالح ويمنحنا الحياة الطيبة وجودة الحياة إذا حققنا هذين العنصرين: الإيمان بالله ﷻ وبأسمائه الحسنى، والتصرف بمقتضيات هذا الإيمان وفق كل موقف بالعمل الصالح لهذا الموقف. يقول تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النحل:97).

الله ﷻ لن يسألك عن النتائج، بل عن السعي. الله ﷻ يكافئك ويحاسبك على كل القول، والفعل في كل موقف. الله ﷻ بيّن لك التصرّف الأمثل في كل موقف وفق أوامره ونواهيه والتي تحتاج لأسمائه الحسنى لتحكم على معايير كل شيء، وتفهم  العمل الصالح للموقف وتجد مهارات وقدرات التنفيذ أيضًا. فالرحمة مثلاً من اسم الله “الرحيم” لن تكون العمل الصالح في قاعة المحكمة التي يجب أن يفعّل فيها القاضي صفة “العدلَ” وصفة “المنتقم” حتى لا تضيع الحقوق. والأم قد تخطيء بالمنح والعطاء من اسم الله المعطي والرزاق، إذا كان هذا سيفسد الابن. فالعمل الصالح هنا يكمن في أسماء الله الحسنى “المانع”، و”المؤخر”.

إذا كنت تؤمن بالله ﷻ، وتؤمن باليوم الآخر، فالنتيجة الطبيعية والحتمية، هي أن تبني أهداف حياتك، وفقًا لطريقة قياس الله الحسيب ﷻ لك، ألا يبدو ذلك منطقيًا؟

الطريقة المثلى لتخطيط الحياة وتحديد أهدافها

وفق منهج سلام، ندعوك لبناء حياتك حول الصغير والكبير، وحول الأسماء الحسنى، وحول السعي وليس النتيجة. ومن المدهش أن ذلك المنهج هو المنهج المتوافق مع مباديء الصحة النفسية من العلوم الإنسانية وبالتحديد كما يصفها “ساليجمان” في نموذج PERMA الذي تناولناه منذ قليل؛ حيث يحقق لك هذا المنهج، النتائج التالية بإذن الله:

  • يصبح هدفك هو أن تستدعي المهارات اللازمة لكل موقف وفق مقتضيات الإيمان بالأسماء الحسنى. يجعل هذا شعور الانجاز مرتبط بكل موقف تستطيع فيه أن تتصرف بشكل أخلاقي وقيمي على مدار اليوم. الانجاز لا يصبح مفهومًا مؤجلاً مرتبطًا بالأشياء الكبيرة والعظيمة فقط. يصبح هدفك هو أن تعيش بحضور كل لحظة في يومك وفق إيمانك.
  • يصبح هدفك الأكبر والرئيسي هو عبادة الله ﷻ وتتخذ من ذلك الهدف الأكبر وسائل أصغر فأصغر لتحقق الهدف الأكبر. فمثلاً يمكن أن يكون هدف شخصٍ ما هو عبادة الله ﷻ، ووسيلته فيها أن يعيش بسم الله “المحيي”، ووسيلته لذلك أن يدرس الطب ويصبح طبيبًا. وتتعدد الوسائل ويرافقها إيجاد معنى وهدف ورسالة للحياة وتتحول لحظات صغيرة للحظات انجاز. فكلما روى الشخص نباتًا، يشعر بالانجاز والمعنى والعيش بسم الله المحيي. وكلما سقى قطًا أو طائرًا، تحقق ذلك أيضًا. وكلما تحدث مع شخص محبط وبثّ فيه الأمل، تحقق ذلك أيضًا. وبالتالي يكون هناك هدف أكبر ووسائل إليه تتحقق في كل دقيقة من اليوم وتحقق الشعور بالمعنى والانجاز وما يصاحب كل ذلك من مشاعر إيجابية
  • لن تشعر أن حياتك تتسرب من بين يديك لأنك ستستمتع بكل لحظة فيها وتعيشها برضا وحضور بإذن الله بدلاً من أن تلهث وراء ما يريده منك المجتمع.
  • تصبح معايير التقييم مبنية على النفع وإضافة القيمة والمعايير الأخرى من أسماء الله الحسنى. فلا توجد وظائف “مرموقة” وأخر “دونية”. بل كل ما يحقق نفع للناس فهو ما يتم تقديره واحترامه، بينما ما لا يحقق نفع ولا يضيف قيمة (كأغلب ما هو شهير وشائع اليوم)، لن يلقى اهتمامًا ولا رواجًا. وبذلك لا تصبح الأمور نسبية.
  • بالتالي يكون تقييمك لنفسك مختلفًا ويصبح تقييم الآخرين لك مختلفًا وتتحسن منظومة العلاقات لأنها ستُبنى على أسس ومعايير أخلاقية ومهاراتية وليست معايير سطحية مادية غير مرتبطة بالحياة الطيبة والصحة النفسية.
  • تتحقق المشاعر الإيجابية كنتيجة لكل ذلك بإذن الله.

معايير الأهداف وفق منظومة سلام للأسماء الحسنى

الإيمان يسد الثغرة التي لا يمكن للعلوم الإنسانية أن تسدّها، وهي المعايير.  العلوم الإنسانية تسعى لأن تظل علمانية، لذلك تحاول الابتعاد عن حسم “الصواب”، و”الخطأ” ووضع معايير للحق أو العدل أو الجمال وغيرها من المفاهيم الهامة في الحياة. الإيمان على صعيدٍ آخر، يهدينا لطبيعة كل شيء في الحياة ويضع معايير لها. ونستطيع أن نعتمد على منظومة الأسماء الحسنى لتهدينا دومًا لكل شيء بإذن الله. يقول تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ” (يونس:9)

تهديك أبحاث الإدارة نماذج لمعايير الأهداف كنموذج SMART الذي يقتضي أن تكون الأهداف: محددة Specific، ويمكن قياسها Measurable، ويمكن تحقيقها Attainable، ولها علاقة بالواقع المُراد تغيره Relevant، ومحددة بوقت معين  Time-bound.

ولكن وفقًا لمنهج سلام، نقترح عليك المعايير التالية للأهداف:

  • الملك، المهيمن – الهدف في نطاق مجال تحكمك أنت ولا يعتمد بشكل أساسي على عوامل خارجية.
  • الواحد – الهدف مميز ويضيف شيء جديد أو شيء موجود ولكن بطريقة مميزة تتناسب مع تميزك وتفرّدك
  • الوهاب – تمتلك المواهب والقدرات لتحقيقه أو يمكنك اكتسابها وتنميتها
  • الحيي – يلتزم بالحياء
  • الحق، والعدل – ملتزم بالحق ولا يتسبب في ظلم في العلاقات الثلاث: بالله ﷻ، وبالنفس، وبالآخرين
  • الحكيم والرشيد – فيه حكمة وعقلانية
  • النافع – يضيف قيمة للفرد أو للمجتمع أو كليهما
  • المعز، والرافع – يرفع من قدر الإنسان ويحسّن من مهاراته وأوضاعه
  • الجميل – فيه جمال
  • البر- فيه احسان
  • الرحيم – فيه رفق وعناية بالنفس أو الآخرين
  • المجيب – يستجيب لحاجة لدى الشخص أو لدى المجتمع ويسعى لسدّها
  • السلام، والمؤمن – لا يُخل بالسلام النفسي والمجتمعي ولا يسبب تهديد لأحد
  • الحفيظ – يحفظ حدود الله ﷻ
  • الوارث – يمكنك تحمّل النتائج المترتبة على تنفيذه
  • الحسيب – يمكنك قياسه والتحقق من تنفيذه

وعلى حسب الشخص وتوجهاته وطموحه، يمكن إضافة معايير إضافية

  • الكبير، والعظيم – فيه طموح وتطلع نحو العلا
  • الباريء والمبديء – يأتي بجديد لم يسبقه شخص إليه
  • المُغني – يساعدك أو يساعد الآخرين على الاستقلالية
  • المُقيت – محكوم بوقت محدد (للأهداف التي لها مواعيد انتهاء)

وهكذا يكون لدينا منظومة أعمق وأكثر إحكامًا لتحديد معايير الأهداف.

أهداف أم وسائل؟

ربما تدرك الآن أنك إذا أردت أن تعيش وفق معايير الحياة الطيبة، ستتحول معظم (إن لم يكن كل) أهدافك الحالية، إلى وسائل وليس أهداف. هناك من يقول أن من أهدافه دراسة الدكتوراة. ولكن لماذا؟ ربما هو لا يعرف. دراسة الدكتوراة، لا ينبغي أن تكون هدف في حد ذاتها، بل ينبغي أن تكون وسيلة لهدف أهم وذي قيمة ومعنى. هناك من يقول أن من أهدافه هو قراءة 5 كتب بالشهر. ولكن لماذا؟ إن هذه العشوائية تجعل الحياة مرهقة. ولكن عندما يحدد الشخص مثلاً أن هدفه هو أن يعبد الله ﷻ من خلال اسمائه الحسنى وخصوصًا اسم الله الحق، ويحدد من وسائل ذلك أن يعمل في مجال حقوق الإنسان، ستتحدد له نوعية معينة من الكتب التي يجب أن يقرأها كوسيلة لتعميق فهمه للمجال الذي اختاره. وهنا يأتي وقت جدولة مواعيد لقرائتها. وهكذا. فعندما تضع أي هدف، سل نفسك “لماذا”؟

معادلة الفوز

إذا كنا نريد الفوز في الحياة، فمعادلة الفوز موجودة في صورة العصر. يقول تعالى: “وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” (العصر: 1-3). ومعادلة الفوز تلك مرافقة لتحسين العلاقات الثلاث في حياة كل منا ومتسقة مع طريقة الحساب الإلهي المبنية على الإيمان والعمل الصالح.

وبالتالي كلما كان إيمانك عميق وراسخ، كلما استطالت شجرتك وقويت في وجه التحديات لأنك تعرف هويتك ومعاييرك مُحددة بدقة. وبعدها تستطيع أن تنطلق في اسهاماتك المجتمعية بإذن الله ﷻ.

في الحياة متسع للجميع

إن في هذه الحياة متسعٌ لمن يريد حياة بسيطة يحقق فيها معادلة الفوز من سورة العصر. وفيها متسع لمن يريد الأهداف الكبيرة العظيمة في الحياة. 

عنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: “أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: أَرَأَيْت إذَا صَلَّيْت الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْت رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْت الْحَلَالَ، وَحَرَّمْت الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ”. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. فذاك الأول.

وفي الحياة متسعٌ أيضًا لأمثال سيدنا موسى عليه السلام يستكشف ويتعلم مع سيدنا الخضر، وأمثال ذي القرنين يبني سورًا عظيمًا، وأمثال سيدنا يوسف يطلب ملك مصر والاستخلاف على خزائن الأرض. فعش في هذه الحياة كما تريد أنت بدون ضغوط من أحد ما دمت محققًا لأسباب الحياة الطيبة.

اترك مساحة للمفاجآت!

وأنا طفلة صغيرة وعندما كنت في سن الجامعة، لم يكن يخطر ببالي ولا لمحة مما حققته بالفعل إلى الآن في الحياة بفضل الله! لم يكن من ضمن أهدافي أن أصمم برنامج صحة نفسية، ولا أن أعرضه على دكتور طارق السويدان، حفظه الله ويدعمه بقوة، ولا أن أكتب السيناريو لبرنامج تليفيزيون رمضاني معتمد على محتوى مشروعي، ولا أن أؤلف كتبًا تسبقني بفضل الله إلى أماكن ربما لن أزورها أبدًا!

يعني هذا أنه ليس من المحتم أن تسير حياتك كما تخطط لها تمامًا. وليس من الضروري أن يتم تنفيذ ذلك الجدول المحكم الذي تخطط له. بل ربما كل الخير هو في ألا يتم تنفيذ أيٍ منها وأن يتم توجيهك لشيء مختلف تمامًا عمّا توقعت وخططت. فعش بمرونة قارئًا لما يحدث حولك وباعثًا للحياة في خططك حسب المعطيات والفرص حولك. تحلَ بالتواضع لقبول أن خططك قد لا تسير كما تريد. أترك مساحة للأحلام لتتحقق وللحياة لأن تبهرك بما لم يخطر ببالك قط!

لا تنس أن تعيش!

خلاصة القول أنك أمام اختيار. إما أن تختار الطريقة الشائعة والسائدة لتحديد الأهداف ولتصبح حياتك كالسباق الذي لا يلوح فيه خط النهاية. وإما أن تختار أن تخطط حياتك حول ما يعطيك التوازن والسلام النفسي ويحقق لك الحياة الطيبة. أنا أدعوك لتخطط حياتك حول العناصر الخمسة من نموذج PERMA للعالم “مارتن ساليجمان” وأن تربطه بالإيمان بالله عز وجل وبأسمائه الحسنى:

  • المعنى – حدد هدف حياتك الأكبر ليكون كل شيء تفعله له معنى. خطط لوقت للتطوع فيما يحقق لك المعنى.
  • الانجاز – عش كل لحظة مستشعرًا اسمًا من أسماء الله الحسنى وثابر في السعي على تفعيله في حياتك. بالإضافة إلى ذلك، حدد عددًا من الانجازات التي تصب في سبيل تحقيق هدفك الأكبر الذي يُشعرك بالمعنى.
  • الاستغراق – حدد مهاراتك ومواهبك وقدراتك بالإضافة إلى المهارات التي تحتاج اكتسابها وتنميتها لتحقيق الانجازات التي حددتها لتحقيق المعنى الذي حددته.
  • العلاقات – حدد العلاقات الهامة في حياتك (الله ﷻ، النفس، الآخرين) وخطط للوقت الذي تستمتع فيه بالتواصل معها. مثلاً، لا يصبح الورد اليومي من القرآن الكريم واجب إجباري. بل يصبح ضمن خطتك للتواصل مع الله ﷻ والتقرّب منه سبحانه. ضع في جدولك وقت ثابت قدر المستطاع لكل علاقة (مثلاً، كل خميس أذهب للعب كرة السلة مع أصدقائي. أو كل جمعة في الصباح، أتناول الفطور مع والدي الذي يعيش وحيدًا).
  • المشاعر الإيجابية – تأتي كنتيجة لكل ما سبق. أيضًا خطط للمهام التي تشعرك بالمشاعر الإيجابية كالتطوع الذي يشمل في الحقيقة كل ما سبق (بناء علاقات، معنى وقيمة، انجاز، واستغراق).

وهكذا ستجد أن خطتك للعام الجديد أصبحت متوازنة وتخدم حياتك الطيبة. أرجو أن تبنيها حول العلاقات، والتطوع، والتعلّم، وبناء المهارات التي حددتها بعناية من خلال تحديد أهدافك بحيوية. أرجو أن تبنيها بما يتوافق مع أسماء الله الحسنى. 

أتمنى ألا تبني خططك وحياتك على منهجية خاطئة تحوّل حياتك إلى مشروع يرهقك العمل عليه وتتوتر من أجل استكماله. أتمنى ألا تنسى أن تعيش! أتمنى لك حياةً طيبة!