ربما تكون قد تعلمت كل شيء في حياتك، ولكنك لم تتعلم عن بناء نفسك! بين شهاداتك المتنوعة، والدورات التي حضرتها، والكتب التي قرأتها، ربما لم يكن لبناء الهوية نصيب كبير من مساحة وقتك، وجهدك، واهتمامك. وربما أنت تدرك الآن أنه سيكون هناك مواقف في حياتك، لن تسعفك فيها كل شهاداتك أو درجاتك العلمية أو خبرتك المهنية… تلك الأمور التي تُفني عمرك في تحصيلها. نعم، إذا لم نتعلم أسس بناء الهوية والماركة الشخصية، فيمكن أن نكون عظماء علميًا، ومهنيًا، ولكن تعساء جدًا إنسانيًا!
ولهذا نجد ارتفاعًا في حالات الاكتئاب، والمرض النفسي، والانتحار، والعنف، والجريمة، والطلاق، وغيرها من أعراض ونتائج ضحالة الهوية وضعف العلامة الشخصية. وفي المقابل، نجد اقبالاً على شراء كتب التنمية البشرية، وحضور دوراتها، ومحاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه في مراحل متأخرة من العمر، وبعد تكبّد خسائر فادحة.
إن ثمن عدم بناء الهوية باهظٌ! تدفعه في القرارات المتخبطة ونتائجها المأسوية، وفي التقييم السلبي للنفس، وفي العلاقات السامة، والسيئة، وفي التعصب لرأي خاطئ، والتحسس من أقل كلمة، والانزعاج لأقل نقد، والارتباك أمام أقل تنمر أو استهزاء. كما تدفعه في مئات الفرص الضائعة للنمو، والتطور، وتحسين جودة الحياة، وبناء علاقات صحية. إنك تدفع هذا الثمن من صحتك النفسية، والجسدية، ومن عمرك، ومن علاقاتك.